مطلوب دعم مبادرة زعماء أوروبا السابقين

مطلوب دعم مبادرة زعماء أوروبا السابقين

رشيد شاهين

قالت صحيفة هآريس الإسرائيلية الصادرة باللغة الانجليزية إن 26 من كبار زعماء أوروبا السابقين، والذين تقلدوا مقاليد الحكم والسلطة خلال العقد الأخير، دعوا إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضد دولة الاحتلال، ردا على سياستها الاستيطانية ورفضها الالتزام بالقانون الدولي.

وأوردت الصحيفة العديد من الأسماء لهؤلاء الزعماء، والذين عرفوا فيما مضى بمواقفهم المؤيدة بشكل واضح وصريح للفلسطينيين، إلا أن اللافت في قائمة الأسماء هو تلك الأسماء التي كانت لا تعتبر من المؤيدين للفلسطينيين، ولكنها لم تكن بالضرورة تقف مع إسرائيل، ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الاسباني فيليبي غونزاليس، أو الألماني ريتشارد فون فايسكر.

صحيح ان الرسالة هي عبارة هن توصيات تقدم بها هؤلاء إلى قادة الاتحاد الأوروبي الحاليين، إلا أنها تعتبر مؤشرا على ما وصل إليه الحال في دول العالم غضبا على ممارسات ومماطلات دولة الاحتلال، ورفضها الانصياع إلى الإرادة الدولية في إيجاد حل عادل للمسالة الفلسطينية.

لقد أظهرت الرسالة موقفا يعتبر متقدما على العديد من مواقف الدول العربية التي ظلت تجتر نفسها على مدار سنوات عديدة من خلال التلويح بالمبادرة العربية وتجميدها أو سحبها أو اللجوء إلى مجلس الأمن من اجل وضع حد للممارسات الإسرائيلية، برغم معرفة تلك الدول ان الفيتو الأمريكي جاهز وانه سوف يحبط أي خطوة عربية في حال عرض الأمر على مجلس الأمن.

ما تضمنته رسالة قادة أوروبا يعتبر خطة عملية لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي دون حاجة إلى اللجوء إلى مجلس الأمن، حيث لا إمكانية لتمرير أية قرارات في ظل الموقف الأمريكي المنحاز لدولة العدوان، وبالتالي فان من الضروري تشجيع مثل هذه الخطوة والبناء عليها من قبل القادة الفلسطينيين وكذلك العرب وتطوير حالة الضغط والعقوبات على دولة الكيان الاستيطاني.

بعيدا عن المواقف الرسمية العربية أو الفلسطينية، فان مثل هذا الموقف للقادة والزعماء في أوروبا بحاجة إلى إسناد، وهو بحاجة إلى تعزيز، هذا الإسناد والتعزيز يمكن ان يتم من خلال الأحزاب والفصائل الفلسطينية والعربية، وكذلك من خلال المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة، التي عليها ان تسعى لتطوير علاقاتها مع هؤلاء القادة والعمل على الخروج بخطط وبرامج عملية من اجل البدء بتنفيذ ما تمت الدعوة إليه من قبل قادة أوروبا.

الاعتقاد السائد لدى البعض من ان هؤلاء القادة لا يجرؤون على قول الحقيقة أو اتخاذ مواقف مشابهة خلال وجودهم في الحكم قد يكون فيه بعض من الصحة، إلا انه يحمل في الوقت ذاته الكثير من المبالغة، برغم ان الوجود في سدة الحكم يفرض بالضرورة مواقف تختلف عن تلك التي يمكن اتخاذها خلال الوجود خارج سدة الحكم أو السلطة، هذا عدا عن ان هؤلاء وبرغم وجودهم خارج السلطة، إلا ان تأثيرهم يظل موجودا من خلال الأحزاب أو المؤسسات والمنظمات التي ينتمون إليها أو يعملون من خلالها، عدا عن ان إمكانية عودتهم إلى ممارسة السلطة ليست بالضرورة مستحيلة. من هنا فان مد الجسور مع مثل هؤلاء القادة يمثل ضرورة لا بد منها من اجل الاستفادة من خبراتهم في كيفية التعامل مع الرأي العام الغربي وكيفية مخاطبته وكسب تأييده. بالإضافة إلى ان نسج وتطوير العلاقات معهم سوف يمكنهم لمزيد من الفهم للقضية الفلسطينية ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني، كما والحاجة الماسة إلى ضرورة منح الفلسطينيين حقهم تقرير مصيرهم.

ان من غير المعقول ان يقوم مثل هؤلاء القادة في أوروبا بوضع التوصيات أو الخطط لمقاطعة إسرائيل، واتخاذ إجراءات عقابية ضد دولة الاحتلال، بينما أبناء القضية أنفسهم وأشقاؤهم العرب لا يحركون ساكنا سوى انتظار المخلص الذي لن يأت، كما ان من غير المقبول ان يقوم هؤلاء بما يقومون به بينما يستمر الانقسام في الساحة الفلسطينية بشكل يبعث على الريبة والشك.

من حق القادة الذين وقعوا تلك الرسالة ان نسمعهم صوتنا، ان نتوجه إليهم برسائل شكر على وقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية، برغم ان بعضهم ينظر إلى المسألة بشكل غير هذا الذي نفهمه، فهو يتخذ مواقفه ليس لأنه مؤيد للحق الفلسطيني أو لأنه ضد إسرائيل كإسرائيل، بقدر ما هو مؤيد للحق والعدالة بشكل عام.

الرسالة التي أعلن عنها اليوم يجب ألا تذهب أدراج الرياح، ويجب على الجميع العمل على تعزيزها والاستفادة من توقيتها، حيث إنها تأتي في الوقت الذي تبدي فيه الولايات المتحدة الأمريكية خنوعا غير مسبوق في علاقاتها مع دولة الاحتلال، بالإضافة إلى غضب عارم – لم تتم الاستفادة منه كما يجب - يعم معظم دول العالم على السياسات الإسرائيلية، هذا عدا عن اعتراف دولتين مهمتين في أمريكا اللاتينية هما البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطين.

10 كانون أول 2010


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فلاشه A3s فيرجن a15

mxkey sl3 activation in best price | FonecOnlineServiceFilament Group Lab